هل يمكن علاج إصابات العين؟.. وما الإسعافات الأولية بعد الإصابة مباشرة؟



يجيب الدكتور إيهاب سعد أستاذ طب وجراحة العيون مدير مستشفى دنيا العيون قائلا، إصابات العين وتأثيرها على العين والنظر حسب نوعية وشدة الإصابة، وتنقسم الإصابات إلى إصابات تصادمية عن طرق إصابة بقبضة اليد أو بكرة سريعة، أو إصابات مخترقة عن طريق جسم غريب أو مقذوف معدنى، وهناك أيضا الإصابات بالمواد الكيميائية سواء بالأحماض الأقل ضررا أو المواد القلوية الأكثر خطورة، مثل الصودا الكاوية، كما أن هناك إصابات كهربائية أو عن طريق الحرق الكهربائى أو الإشعاعى.

وتتميز الإصابات التصادمية بتأثير مباشر على العين فى مكان الصدمة نفسها، وقد يؤدى ذلك إلى نزيف فى الجفن أو الملتحمة أو العين نفسها أو حدوث جرح قطعى بأى من الأنسجة سالفة الذكر ينتج عنة انفجار فى العين وتؤدى الإصابات التصادمية إلى تأثيرات بعيدة عن موقع الصدمة، خاصة بالجزء الخلفى للعين يصاحبها مضاعفات خطيرة مثل الانفصال الشبكى، تهتكات فى مشيمة العين ومركز الإبصار وثقب بمركز الإبصار بمقولة العين وخلع جزئى أو كامل بالعصب البصرى.

أما الإصابات المخترقة ومن أشهر أسبابها الطرق بمطرقة حديدية على مسمار من الصلب دون ارتداء النظارات الواقية، ويترتب عن ذلك كسر جزئى فى الجزء الحديدى للمطرقة مع تكون شظية معدنية تتحرك بسرعة عالية فى اتجاه العين لتخترق الأنسجة مسببة ضررا شديدا على الجزء المخترق من العين، وقد تخرج الشظية من الجدار الموازى للعين وتستقر فى الأنسجة حول العين، وقد تمتد للجزء الأمامى من المخ على حسب سرعتها واتجاهها، ولقد شاهدنا أثناء وبعد الثورة شظايا ومقذوفات معدنية موجهة للعين، ومسببة أضرارا جسيمة على أنسجة العين والنظر، وذلك لكبر حجمها وسرعتها العالية التى قد تصل إلى 1400 متر فى الثانية عند إطلاقها.

وننصح هؤلاء الذين يعملون فى مجال الحدادة أو صناعات الحديد عموما بارتداء النظارات الواقية وهى مصنوعة من مادة البولى كربونيت، وهى مادة عالية المقاومة غير قابلة للاختراق، وتحمى العين من أى إصابات وهى ضرورة واجبة للوقاية من الإصابات فى مجال طب الصناعات.

أما إذا أصيبت العين بمقذوف معدنى مخترق فننصح التعامل بحذر شديد مع العين، وعدم محاولة فتح الجفن أو الضغط على العين بأى شكل من الأشكال حتى لا يؤدى ذلك إلى مضاعفات خطيرة، منها بروز محتويات العين.

وننصح بوضع منديل نظيف أو شاش معقم وتثبيته عن طريق بلاستر طبى ونقل المريض فورا إلى المستشفى مع تجنب الكحة أو العطس، وتجنب أن تكون الرأس إلى أسفل وذلك لمنع ارتفاع ضغط العين ونزيف قد يترتب عنة بروز فى محتويات العين، وننصح بنقل المريض فورا إلى المستشفى وهو صائم حتى لا يتأخر وقت التدخل الجراحى لإنقاذ العين، ومن المهم جمع أكبر قدر من المعلومات عن نوعية الإصابة رصاص أو خرطوش ودرجة وعى المريض عند الإصابة والحالة المرضية السابقة للمريض، إن أمكن وإعطائها للشخص المرافق للمريض لتسليمها إلى الطبيب المعالج، حيث يمثل ذلك معلومات فى غاية الأهمية لطاقم التخدير والطاقم الجراحى لتحديد أولوية التدخل الجراحى، والذى يهدف أولا الحفاظ على الشخص المصاب والتعامل مع الإصابات المختلفة والتعامل مع إصابات العيون كل حسب الحالة.

ويقوم الطبيب المعالج فى مرحلة أولية بإصلاح التهتكات والجروح بالجسم أو العين مع تنظيف الجروح وإعطاء المضادات الحيوية المناسبة والعلاجات المناسبة، ليتم تقييم حالة العين فى مرحلة لاحقة للاطمئنان على وضع العين من الداخل ووضع الشبكية ووجود جسم غريب من عدمه، حيث يتم التعامل معهم فى خطوة تالية خلال أسبوع إلى 10 أيام من الإصابة. 


المصدر - اليوم السابع

<أذا أعجبك أرسل الى أصدقائك>